بيان | نداء لإنقاذ جامعة بومرداس

من طبيعة وعادة الحياة الدنيا تلقي الأخبار السارّة والمبهجة من الهيئات والمؤسسات العلمية وعلى رأسها الجامعة. غير أن واقع جامعة بومرداس الحاملة لاسم أحد المجاهدين الأبطال "امحمد بوقرة" خلاف ذلك، ففي شهر مارس المنصرم تعرضت أستاذة من كلية المحروقات، لاعتداء جسدي من طرف أحد الطلبة. وتوقّعنا حينذاك اتخاذ إدارة الجامعة الإجراءات الرادعة التي تمنع تكرار مثل هذه التصرفات المُسيئة للأسرة الجامعية بكاملها.

لـم يختتم شهر ماي الجاري إلاّ وتفاجأنا بتكرار الحادثة، اعتداء جسدي على أستاذة ورئيسة قسم الاقتصاد وتسويق المحروقات من طرف أحد الطلبة.  ولا نخفيكم علما أنه لولا تدخل رجال الإسعاف في الوقت المناسب ونقل الأستاذة إلى مصلحة الاستعجالات الطبية لأخذت الحادثة منحى آخر لا تحمد عقباه.

إن الاعتداءات – الجسدية واللفظية - المتكررة على الأستاذ جعلت الجامعة في حالة من الفوضى، وشمل أثرها السلبي كل مكونات الأسرة الجامعية، وأولى ضحاياها سمعة الجامعة والمستقبل العلمي للطلبة الذين التحقوا بالجامعة - رغم جائحة كورونا - لإكمال عامهم الدراسي في ظروف مناسبة؛ إذ من أسباب استفحال هذه الظاهرة (العنف الجسدي ضد الأستاذ) تراخي الإدارة في تطبيق النظام الداخلي للجامعة، والتعطيل المتكرر لقرارات المجالس التأديبية للكليات.

إن تنامي ظاهرة العنف الجسدي الممارس من طرف قلة قليلة من الطلبة في جامعة بومرداس ضد الأستاذ الجامعي، والموظف، والطالب تستوجب الاستنكار والتنديد بشدة بالحالة التي آلت إليها جامعتنا والتطبيق الصارم للنظام الداخلي للجامعة، لحماية الأشخاص والممتلكات من مختلف الاعتداءات، ونطالب بوضع حد للتجاوزات العديدة غير القانونية التي يقوم بها بعض الطلبة، والتي طالت لتكون عنفا بصيغتيه اللفظية والجسدية على الأساتذة.

أملنا في إدارة الجامعة تحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية واتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع تكرار مثل هذه الممارسات المضرة بالجميع.

بومرداس يوم 31 ماي 2021